المشالح الخليجية في وسط لبنان
” الساخر كوم ”
يقول ابن الرومي :
صدَّ عن الأطلال لمّا استيأســا
من أن تحير النطق أو أن تنْهُسا
ولم يماد الخطرات الهُجّــسا
خوفا على أدوائه أن تنكسـا
بل ذو الحجى لا يستخير أخرسا
إلا إذا استجهله فرط الأسى
_______________________________________________________________
قد فعل فرط الأسى بي أكثر من ذلك وبت كالملدوغ بشر ليلة وضحاها ، أرقب الفلاح من خلال الوادي ولا ثمت صوت حادٍ ينفض عن القلب وعثاء القلق والضجر والأسى …ما كنت علم الله أظن أن سيبلغ الأمر بالعرب هذا المبلغ …!!
لبنان …………. آه آه !! وما أدراك ما لبنان ؟
هناك يذهب القلب مذهبه ويجد في أقل الأشياء أوفر المعاني وأعمقها .. هناك يبحث القلب عن معانيه فيجدها بأيسر مؤنة وأقل التفاتة .. هناك تسر النفس بحقيقتها فتصفو وترق وتلمح من سجف الغيب أطياف سعادتها وبوارق آمالها … هناك أنت وكفى !!
ولست أقصد إلا جمالها ورقة هوائها وعذوبة أهلها وروعة أرضها .. ولم أقصد شيئا آخر وإن كنت لابد أن تراه إن قصدا وإن خطأ …!! لقد وصف الشعراء لبنان وتغنى ادباء بها ومع ذلك فذاك شيء لا تعرفه حتى تراه وتناغيه وليس راء كمن سمعا .. تجول وأحمل قلبك على كفك فلن تشاهد مثل ما أنت رائيه في أي بقعة من بقاع الأرض … ولكن تحول سريعا عندما تصل إلى ( رياض الصلح ) أو ( الداون تاون ) فإنك لن تجد إلا الوجع والألم والآهات والزفرات … ستجد أرضا يتملكها سيادة العلامة النفسي : إبليس .. قد وزعها ونظمها واتقن تقاطيعها وتنضيد عرائسها وتزيين حواشيها بما يرسل الإنسان التقي العابد بتذكرة مجانية لزيارة الجحيم !! ولئن كان أقصر الطرق بين نقطتين هو المستقيم ، فإن الداون تاون هي أخصر الطرق إلى الخروج من حقيقة الفطرة والمروق من أصل الجبلة والتطويح في ظلام العِرْق والعَرَق والاختلاج في بيداء الشهوة واللذة …. !!
الداون تاون …. !! هناك تجد الهواء يحمل جنسية إبليسية وكأنما فت فيه بضعة ألوف من حبوب الفياغرا وقال لها دونك أعصابهم فاتلفيها ودونك دماءهم فسعريها ودونك أجسادهم فأنضجيها .. علميهم أن الغزل البريء ليس إلا غزلا بريئا يطهره الهواء ويغسله الماء وتكنسه الضحكات العذراوات .. !!
الداون تاون ليست إلا معرضا للحسن العربي الأصيل … كذبوا إن قالوا لك : بنات بني الأصفر أو الأحمر هن أجمل نساء الدنيا … كذبوا والله فليس هناك أجمل من بنات يعرب ، فقد جمعن مع حسن البشرة وجمال التقاطيع رقة الكلمة وعذوبة المشاعر وصدق العواطف … لا لن أعمل عمل الخاطبة هنا إلا أنني أتحدث عن واقع فأريد أن أجليه كما رأيته بعيني وتذوقته نفسي وليغفر الله لي ..!!
ولعل القاريء الكريم يظن أن هذه البقعة تمتليء باللبنانيين وتتعطر بنسائمهم .. كلا فهذا ظن غير صحيح ، فإن أكثر من تجدهم هناك من الخليج وأخص أهل السعودية ومن أهلها الأمراء وكبار القوم وكذلك أهل الكويت ..!!
من يريد أميرا بحق أو طلب أو شفاعة فليحزم أمتعته وليذهب إلى هناك فسوف يجده بعد أن يرى سيارات بأشكال وألوان لم ير مثلها من قبل صيغت من بطون الجائعين وحقوق المظلومين …!! لا لا لا أريد أن أتهمهم – بارك الله فيهم – !! بما فعلوه وكيف يصح لي الاتهام وأهل المصائب قد رضوا واستناموا إلى الضعة والضعف والخذلان .. فلينم الجمع إذن ولأغفو إلى هجعتي فنفسي أحب إلي !!
ولئن وجدت هؤلاء الامراء وكبار القوم هناك فإنك ستجد برفقتهم أهاليهم قد توزعوا المكان وأخذوا يضيفون إليه نكهة عربية أصيلة تضج بالأنوثة الطاغية والجمال المعربد تستهوي الأنظار وتتلف القلوب وتضع النفوس على مثل شفرات السيوف ثم لايكون لك أيها الخليجي نصيب في ذلك لأن أهل لبنان قد استعدوا لمثل ذلك بشبابهم البلج المثقفين العارفين بفنون العشق وضروبه ثم يحصل بعد ذلك ما قيل :
فظن ( شرا ) ولا تسأل عن الخبر !!
قد رضي الآباء الكبار بالضحكات والنكات السامجة وبشيء من الجمال الداثر وتركوا ( مهاريهم ) لقطيع من البغال يعلمهن فنون العشق السريع !!
وإن تعجب فأعجب من كيفية بناء ( الداون تاون ) وكأن المهندس الذي تولى ذلك يحمل حقد ألف سنة كاملة على دين الإسلام .. فإن المدققق للنظر يجد شاخصا ( عبارة عن ساعة فخمة ضخمة ) قد جعل في المنتصف وأمامه طريقان منضدان ما بينهما مجموعة من المقاهي … فيأتي العشاق والمحبون يطوفون بهذا الشاخص دورات متتابعة ثم ينتقلون بعد ذلك للسير في هذين الممرين ويعودون بعد ذلك للدوران وهكذا… كما يفعل في مكة … سواء بسواء !!
ولا أزعم أن هذا يقع منهم عن عمد إلا أن الصورة كالصورة لمن رأى ذلك وعرف حقيقته !! فسبحان الله عما يصفون ….!!
وماذا بعد يجب أن يقال …. لست أدري فقد كثرت الكلمات حتى ضجت بها المحافل ولم ندر ماذا نفعل غير أن بيان الداء مما يجعل الحل قريبا من قبلنا جاء أو من قبل غيرنا ..
أسأل الله أن يهدي ضال المسلمين وأن يرينا يوما أغر محجلا للإسلام في قلوبهم ..
____________________________
تذكرت أبيات الشريف الرضي لما غادرت تلك البقعة اللاقفة كل قلب مندى !!:
تلفتُّ حتى لم يبنْ من بلادكم /// دخانٌ ولا من نارهنَّ وقود
وإن التفات القلب من بعد طرفهِ /// طوال الليالي نحوكم ليزيدُ
ولما تدانى البينُ قال لي الهوى: /// رويداً ! وقال القلب : أين تريد؟
____________________
وأستغفر اللهh*
صدَّ عن الأطلال لمّا استيأســا
من أن تحير النطق أو أن تنْهُسا
ولم يماد الخطرات الهُجّــسا
خوفا على أدوائه أن تنكسـا
بل ذو الحجى لا يستخير أخرسا
إلا إذا استجهله فرط الأسى
_______________________________________________________________
قد فعل فرط الأسى بي أكثر من ذلك وبت كالملدوغ بشر ليلة وضحاها ، أرقب الفلاح من خلال الوادي ولا ثمت صوت حادٍ ينفض عن القلب وعثاء القلق والضجر والأسى …ما كنت علم الله أظن أن سيبلغ الأمر بالعرب هذا المبلغ …!!
لبنان …………. آه آه !! وما أدراك ما لبنان ؟
هناك يذهب القلب مذهبه ويجد في أقل الأشياء أوفر المعاني وأعمقها .. هناك يبحث القلب عن معانيه فيجدها بأيسر مؤنة وأقل التفاتة .. هناك تسر النفس بحقيقتها فتصفو وترق وتلمح من سجف الغيب أطياف سعادتها وبوارق آمالها … هناك أنت وكفى !!
ولست أقصد إلا جمالها ورقة هوائها وعذوبة أهلها وروعة أرضها .. ولم أقصد شيئا آخر وإن كنت لابد أن تراه إن قصدا وإن خطأ …!! لقد وصف الشعراء لبنان وتغنى ادباء بها ومع ذلك فذاك شيء لا تعرفه حتى تراه وتناغيه وليس راء كمن سمعا .. تجول وأحمل قلبك على كفك فلن تشاهد مثل ما أنت رائيه في أي بقعة من بقاع الأرض … ولكن تحول سريعا عندما تصل إلى ( رياض الصلح ) أو ( الداون تاون ) فإنك لن تجد إلا الوجع والألم والآهات والزفرات … ستجد أرضا يتملكها سيادة العلامة النفسي : إبليس .. قد وزعها ونظمها واتقن تقاطيعها وتنضيد عرائسها وتزيين حواشيها بما يرسل الإنسان التقي العابد بتذكرة مجانية لزيارة الجحيم !! ولئن كان أقصر الطرق بين نقطتين هو المستقيم ، فإن الداون تاون هي أخصر الطرق إلى الخروج من حقيقة الفطرة والمروق من أصل الجبلة والتطويح في ظلام العِرْق والعَرَق والاختلاج في بيداء الشهوة واللذة …. !!
الداون تاون …. !! هناك تجد الهواء يحمل جنسية إبليسية وكأنما فت فيه بضعة ألوف من حبوب الفياغرا وقال لها دونك أعصابهم فاتلفيها ودونك دماءهم فسعريها ودونك أجسادهم فأنضجيها .. علميهم أن الغزل البريء ليس إلا غزلا بريئا يطهره الهواء ويغسله الماء وتكنسه الضحكات العذراوات .. !!
الداون تاون ليست إلا معرضا للحسن العربي الأصيل … كذبوا إن قالوا لك : بنات بني الأصفر أو الأحمر هن أجمل نساء الدنيا … كذبوا والله فليس هناك أجمل من بنات يعرب ، فقد جمعن مع حسن البشرة وجمال التقاطيع رقة الكلمة وعذوبة المشاعر وصدق العواطف … لا لن أعمل عمل الخاطبة هنا إلا أنني أتحدث عن واقع فأريد أن أجليه كما رأيته بعيني وتذوقته نفسي وليغفر الله لي ..!!
ولعل القاريء الكريم يظن أن هذه البقعة تمتليء باللبنانيين وتتعطر بنسائمهم .. كلا فهذا ظن غير صحيح ، فإن أكثر من تجدهم هناك من الخليج وأخص أهل السعودية ومن أهلها الأمراء وكبار القوم وكذلك أهل الكويت ..!!
من يريد أميرا بحق أو طلب أو شفاعة فليحزم أمتعته وليذهب إلى هناك فسوف يجده بعد أن يرى سيارات بأشكال وألوان لم ير مثلها من قبل صيغت من بطون الجائعين وحقوق المظلومين …!! لا لا لا أريد أن أتهمهم – بارك الله فيهم – !! بما فعلوه وكيف يصح لي الاتهام وأهل المصائب قد رضوا واستناموا إلى الضعة والضعف والخذلان .. فلينم الجمع إذن ولأغفو إلى هجعتي فنفسي أحب إلي !!
ولئن وجدت هؤلاء الامراء وكبار القوم هناك فإنك ستجد برفقتهم أهاليهم قد توزعوا المكان وأخذوا يضيفون إليه نكهة عربية أصيلة تضج بالأنوثة الطاغية والجمال المعربد تستهوي الأنظار وتتلف القلوب وتضع النفوس على مثل شفرات السيوف ثم لايكون لك أيها الخليجي نصيب في ذلك لأن أهل لبنان قد استعدوا لمثل ذلك بشبابهم البلج المثقفين العارفين بفنون العشق وضروبه ثم يحصل بعد ذلك ما قيل :
فظن ( شرا ) ولا تسأل عن الخبر !!
قد رضي الآباء الكبار بالضحكات والنكات السامجة وبشيء من الجمال الداثر وتركوا ( مهاريهم ) لقطيع من البغال يعلمهن فنون العشق السريع !!
وإن تعجب فأعجب من كيفية بناء ( الداون تاون ) وكأن المهندس الذي تولى ذلك يحمل حقد ألف سنة كاملة على دين الإسلام .. فإن المدققق للنظر يجد شاخصا ( عبارة عن ساعة فخمة ضخمة ) قد جعل في المنتصف وأمامه طريقان منضدان ما بينهما مجموعة من المقاهي … فيأتي العشاق والمحبون يطوفون بهذا الشاخص دورات متتابعة ثم ينتقلون بعد ذلك للسير في هذين الممرين ويعودون بعد ذلك للدوران وهكذا… كما يفعل في مكة … سواء بسواء !!
ولا أزعم أن هذا يقع منهم عن عمد إلا أن الصورة كالصورة لمن رأى ذلك وعرف حقيقته !! فسبحان الله عما يصفون ….!!
وماذا بعد يجب أن يقال …. لست أدري فقد كثرت الكلمات حتى ضجت بها المحافل ولم ندر ماذا نفعل غير أن بيان الداء مما يجعل الحل قريبا من قبلنا جاء أو من قبل غيرنا ..
أسأل الله أن يهدي ضال المسلمين وأن يرينا يوما أغر محجلا للإسلام في قلوبهم ..
____________________________
تذكرت أبيات الشريف الرضي لما غادرت تلك البقعة اللاقفة كل قلب مندى !!:
تلفتُّ حتى لم يبنْ من بلادكم /// دخانٌ ولا من نارهنَّ وقود
وإن التفات القلب من بعد طرفهِ /// طوال الليالي نحوكم ليزيدُ
ولما تدانى البينُ قال لي الهوى: /// رويداً ! وقال القلب : أين تريد؟
____________________
وأستغفر اللهh*
الغيم الأشقر
Archived By: Crazy SEO .
تعليقات
إرسال تعليق