خبــال بالجملــة // رد على مقال // أخطاء بالجملة .
” الساخر كوم ”
أشياء الحياة بالنسبة للكاتب كأعضاء المريض بالنسبة للطبيب ليس فيها عورة
______________________________________________________
دعوني أبدأ هكذا مجردا عن كل المقدمات البغيضة وصريحا إلى حدٍ يؤذي ولا بأس بالأذى إذا كان يجيد فن الدخول إلى الذات ومعالجة أدوائها وكما يدعي من نريد محاورته هنا الشفافية والمصلحة الأم ؛ فإنني كذلك أدعي ذلك وللمقال أن يثبت ذلك أو ينفيه :
من عجائب برنارد شو أنه تزوج من فتاة ارلندية ثرية وعاشت معه نحو خمسة وثلاثين عاما دون أن يتم بينهما أي اتصال جنسي وكان لكل منهما غرفة خاصة ، وكانا على حب عظيم وقد اعتادت ألا تأوي إلى فراشها إلا بعد أن يغني لها ، وكانت تشير إليه بكلمة ( العبقري ) !!
ما الشاهد من وراء ذلك ؟ لقد قفزت هذه الفقرة من ثنايا الذاكرة عندما قرأت مقالا بعنوان ( أخطاء بالجملة ) في جريدة الرياض لكاتب معروف اشتهر بحبه للمشاكسة والمماحكة بحثا عن الشهرة والمكانة !! وقد كنت أظنه منصفا متعقلا عندما كنت أقرأ له في زمان ولى بلا رجعة إلا أنني قد وجدت في كثير من كتاباته شيئا من التجني وحب التشهير لا لشيء إلا ليقول بأن شخصه الكريم هنا يذرع فضاء جريدة الرياض بلا رقيب أو حسيب !! قفزت تلك الفقرة إلا أن ذهني أعمل فيها بعض التعديلات فأحببت أن أطلعكم عليها : اجعل مكان برارد شو هذا الكاتب ومكان زوجة برنارد : الفهم ، تستطيع بعد ذلك بإذن الله أن تعرف حقيقة الوضع في كثير من صحفنا وكتابنا !! هل يخول لنا عمود في جريدة أن نبث نظراتنا الزائفة أو العاطفية السطحية أو الرؤى المنبثقة من التصور الشخصي في مجتمعنا لنحاول بذلك تصحيح وضع تراكمي يحتاج إلى سنوات من التعقب والسبر والتقسيم والمعالجة !! لستُ بذلك ممن يفرض وصاية قلمية أو فكرية على أفكار الناس وأقلامهم ولكنني أطالب بشيء من التوازن وبعد النظر والمراجعة ممن يصدر نفسه لتناول قضايا الأمة والبحث في مشكلاتها العويصة حتى يتسنى للمثقفين الواعين أن يتقبلوا ما يأتي به ويكونوا معه يدا واحدة …!!وإلا فليس له إلا الأيدي الخشنة الثقيلة وتعلمه فن الحوار والمشاكسة على وجهها الصحيح
طالعنا ذلك الكاتب في مقاله المذكور بكلام متوتر متهيج يدل على نفس مريضةٍ بوسواسها أو على الأقل متلقية لما يدور في أروقة الإذاعات والفضائيات من أفكار وأراء سطحية معلبة يرمي بها عقل مشوش ونفس مريضة وفكر متأرجح هذا مع فرض حسن النية وإن كان الأمر أبعد من ذلك وأخطر !!
يتكلم الكاتب عن الزيارة الطيبة الواعية الدالة على صفاء النفس وسلامة المعتقد من مجموعة من المشايخ والدكاترة ممن أنار الله بصيرتهم وطيب قلوبهم وحملها السلامة للمجتمع الإنساني أجمع ، تلكم الزيارة للمصابين بحادث التفجير الأخير … ومن أراد أن يقرأ أثر هذه الزيارة في نفس الزائر والمزور فليقرأ مقال الدكتور / عبدالوهاب الطريري في موقع الإسلام اليوم بعوان ( قراءة في وجوه المصابين ) وهي مقالة نفيسة في أسلوبها وفي مضمونها …
إلا أن كاتبنا أخذ يبحث عن النوايا ويندس في الدم الأحمر ليكتشف ما خفي عن العيون والآذان وكأنما هو كاهن من قبيلة بدائية تقطن أدغال أفريقيا !! يقول : ((هؤلاء البعض ربما أرادوا أن يقولوا لنا: سامحونا. لم نكن نعرف أن آراءنا وتوجيهاتنا كانت ستقود متّبعينا إلى هذه المجزرة.
)) وسبحان الله العظيم كيف تتهيأ بعض الأنفس لتكون عالمة باحثة عن الحق ، وتتهيأ أخرى لتكون جاهلة متخرصة باحثة عن الظلام حيث حل ، عندما يصدر مثل هذا الفعل الكريم من هؤلاء المشايخ والدعاة والفضلاء لا يكون له تفسير في العيون الحاقدة إلا الخطأ وتبرير الخطأ ..!! ومن يرضى بمثل هذا الكلام المريض المنفعل المشحون بكل الظنون السيئة …!!إن بحثا صغير في حياة هؤلاء المشايخ وفي محاضراتهم السابقة يدلنا على أنهم لم يخطئوا سابقا حتى ننسب لهم محاولة الاعتذار لاحقا !! وإذا كان من خطأ حقيقي فهو إلى الدولة أقرب لأنها هي من أذن لهم وشجع ودعم للخروج إلى أفغانستان ..والأمر أكبر من ذلك لو أردنا أن نتتبع التفاصيل والدقائق …!! وأما المراجعات والمناصحات فهي واجب في أعناق العلماء لا بد من إظهارها وإشهارها عندما يتطلب الأمر ذلك … وكم كان مشايخنا خاصة من قام بالزيارة عقلاء حكماء في معالجتهم النفسيات المشحونة وتهذيبها … ولولا تلك الحكمة والموعظة الحسنة بعد تقدير الله لكانت المواجهات أبكر وأخطر .. وهاهم اليوم يقفون صفا واحدا في مواجهة الحدث كائنا من كان فاعله لأن هذا الأمر يهدد كيان الأمة ويقوض دعائمها … فما نطقوا قبلا إلا غيرة وما سكتوا إلا حكمة وما تكلموا لا حقا إلا نصيحة ..!!
يقول الكاتب متحولا من الكهانة إلى البابوية وتقرير الأخطاء والمسامحة عليها والتوجيه إلى الطريق السليم !!(( سنسامحكم، لأن ديننا المتسامح، أمرنا بالتسامح. لكنكم مطالبون بموقف أكثر من مجرد الزيارة المرتّبة إعلامياً. نريد أصواتكم التي كانت تجلجل سلباً، أن تجلجل اليوم أكثر بالإيجاب. نريدكم أن تعترفوا بأن اجتهاداتكم بتثوير الشباب، ضد المجتمع المدني، كانت اجتهادات خاطئة.
)) وكأن المشايخ اليوم في غفلة عما يجري وكأنهم قد رضوا بالأمر واستناموا إليه مع أن محاضراتهم وكلماتهم ومقالاتهم تضج بها سماء المملكة ولكنهم والحق يقال محاسبون أشد المحاسبة لأنهم لم يبلغوا حضرة الكاتب المحترم بما قالوا ولم يرسلوا له نسخا من محاضراتهم ولا من مقالاتهم !! فهم الواقعون في دائرة السوء وخبث التصرف !!
أحيانا يربأ الإنسان أن يدخل في حوار لا حدود له ولا منطلقات وإنما هو كلام في كلام أينما قلبته لا يأتي بخير ولا يثير إلا شرا ولكن تضطرك الحقيقة إلى تجلية العمى وكشف الحجاب لعل عاقلا يتعظ فيعرف طريقه بعد أن أبعد به المسير !!
ثم يقول مستدلا بقول رجل غير معروف بالعلم ولا بالعقل وغير مقدر لمصالح الأمة ويظن أن التهجم على المشايخ وأهل الخير ممن لا يرى منهجه هو السبيل الأوحد لكشف غمة الأمة ولم يدر هذا الأحمق المتعالم أن هذا مما يزيد الأمة افتراقا ويوسع الشقة بين العافية والجسد الطليح !! ولكنها شهوات النفس وحظوظ الهوى المركس : ((في برنامج “مع الأحداث” للزميل الدكتور محمد العوين، قال الشيخ محمد الفيفي: إن البلاد مليئة بكتب مثل كتاب سيد قطب “لماذا أعدموني؟”، والذي يأمر فيه كاتبه بتفجير الكباري والطرق والمناطق الحيوية، وأن مسابقات المراكز الصيفية، والتي تخصص لها جوائز خيرية كبيرة، تخصص أكثر ما تخصص لهذا الكتاب بالتحديد ))
وهنا أخطاء بالجملة وفضيحة تحتاج إلى بيان وسذاجة يضحك منها : أولا كتاب ( لماذا أعدموني ) ليس لسيد قطب وإنما هو لعادل حمودة يتحدث فيه عن سيد وما جرى له ويذكر فيه بعض أفكاره وكلامه !!
وثانيا : سيد وإن كان في فكره حدة وقوة إلا أنه لم يذكر في كتاب من كتبه قضية تفجير الكباري والطرق ولم يتبن هذا المسلك في حياته أبدا !! وأنا لست مدافعا عن سيد قطب لأن الله يدافع عن الذين آمنوا وإنما أحاول أن أقول كلمة في السياق لا غير وكما يطالب هؤلاء باإلغاء كتب سيد قطب من الوجود الإنساني فإن آخرين من الوجه الآخر للعملة الفاسدة يطالبون بإلغاء كتب شيخ الإسلام ابن تيمية ومحمد بن عبدالوهاب من الوجود السعودي أولا ثم الإنساني ثانيا !! تشابهت قلوبهم فما أهونهم على المؤمنين !!
ويختم مقاله غير الكريم بقوله ((أين الإدارة العامة للمطبوعات من مثل هذه الكتب؟!! أين الرقابة على نشاطات هذه المراكز الصيفية، وعلى المحاضرات العامة، التي تُعقد في وضح النهار، ضد أمننا وضد حياتنا؟))
سبحان الله : أين حرية الفكر والأقلام التي تطالبون بها وما في صحفنا يدعو إلى الثورة والبطش والصلف وعدم التسامح !! ؟ كيف تتسامح الأمة مع من ينتهك دينها وعاداتها ويطالب بما لا يتوافق مع العقل السليم !! لا نكن مجافين في تناولنا للأمور فإما أن نطالب بتدمير الشقين وتسليط عصا الرقابة على الجميع وإما أن نفتح الفضاء على مصراعيه وليغلب الأقوى نفوذا والأصدق كلاما ، فإن من حكمة الله في الحياة أن الأصدق هو الأقوى تأثيرا في حياة الناس وأفكارهم ونفوسهم !! وحق لي أن أقول بعد هذا البيان هل كان المقال عبارة عن ( أخطاء بالجملة ) أم ( خبال بالجملة ) ؟!
أخيرا :
يقول ابن الأثير (( فقاتل الله القلم الذي يمشي في أيدي الجهال الأغمار ولا يعلم أنه كجواد يمشي تحت حمار ولو أنه لا يتطاول إليه لبان الفاضل من الناقص على أنه كالرمح الذي إذا اعتقله حامله بين الصفين بان به المقدم من الناكص وقد أصبح اليوم في يد قوم هم أحوج من صبيان المكاتب إلى التعليم وقد قيل : إن الجهل بالجهل داء لا ينتهي وإليه سقم السقيم وهؤلاء لا ذنب لهم لأنهم لو لم يستخدموا في الدول ويستكتبوا وإلا ما ظهرت جهالتهم وفي أمثال العوام : لا تعر الأحمق شيئا فيظنه له وكذلك يجري الأمر مع هؤلاء ، فإنهم استكتبوا في الدول فظنوا أن الكتابة قد صارت لهم بأمر حق واجب )) المثل السائر : 1 / 339
______________________________________________________
رحم الله الفرزدق حيث يقول :
قوارص تأتيني وتحتقرونها // وقد يملأ القطر الإناء فيفعمُ
______________________________________________________
دعوني أبدأ هكذا مجردا عن كل المقدمات البغيضة وصريحا إلى حدٍ يؤذي ولا بأس بالأذى إذا كان يجيد فن الدخول إلى الذات ومعالجة أدوائها وكما يدعي من نريد محاورته هنا الشفافية والمصلحة الأم ؛ فإنني كذلك أدعي ذلك وللمقال أن يثبت ذلك أو ينفيه :
من عجائب برنارد شو أنه تزوج من فتاة ارلندية ثرية وعاشت معه نحو خمسة وثلاثين عاما دون أن يتم بينهما أي اتصال جنسي وكان لكل منهما غرفة خاصة ، وكانا على حب عظيم وقد اعتادت ألا تأوي إلى فراشها إلا بعد أن يغني لها ، وكانت تشير إليه بكلمة ( العبقري ) !!
ما الشاهد من وراء ذلك ؟ لقد قفزت هذه الفقرة من ثنايا الذاكرة عندما قرأت مقالا بعنوان ( أخطاء بالجملة ) في جريدة الرياض لكاتب معروف اشتهر بحبه للمشاكسة والمماحكة بحثا عن الشهرة والمكانة !! وقد كنت أظنه منصفا متعقلا عندما كنت أقرأ له في زمان ولى بلا رجعة إلا أنني قد وجدت في كثير من كتاباته شيئا من التجني وحب التشهير لا لشيء إلا ليقول بأن شخصه الكريم هنا يذرع فضاء جريدة الرياض بلا رقيب أو حسيب !! قفزت تلك الفقرة إلا أن ذهني أعمل فيها بعض التعديلات فأحببت أن أطلعكم عليها : اجعل مكان برارد شو هذا الكاتب ومكان زوجة برنارد : الفهم ، تستطيع بعد ذلك بإذن الله أن تعرف حقيقة الوضع في كثير من صحفنا وكتابنا !! هل يخول لنا عمود في جريدة أن نبث نظراتنا الزائفة أو العاطفية السطحية أو الرؤى المنبثقة من التصور الشخصي في مجتمعنا لنحاول بذلك تصحيح وضع تراكمي يحتاج إلى سنوات من التعقب والسبر والتقسيم والمعالجة !! لستُ بذلك ممن يفرض وصاية قلمية أو فكرية على أفكار الناس وأقلامهم ولكنني أطالب بشيء من التوازن وبعد النظر والمراجعة ممن يصدر نفسه لتناول قضايا الأمة والبحث في مشكلاتها العويصة حتى يتسنى للمثقفين الواعين أن يتقبلوا ما يأتي به ويكونوا معه يدا واحدة …!!وإلا فليس له إلا الأيدي الخشنة الثقيلة وتعلمه فن الحوار والمشاكسة على وجهها الصحيح
طالعنا ذلك الكاتب في مقاله المذكور بكلام متوتر متهيج يدل على نفس مريضةٍ بوسواسها أو على الأقل متلقية لما يدور في أروقة الإذاعات والفضائيات من أفكار وأراء سطحية معلبة يرمي بها عقل مشوش ونفس مريضة وفكر متأرجح هذا مع فرض حسن النية وإن كان الأمر أبعد من ذلك وأخطر !!
يتكلم الكاتب عن الزيارة الطيبة الواعية الدالة على صفاء النفس وسلامة المعتقد من مجموعة من المشايخ والدكاترة ممن أنار الله بصيرتهم وطيب قلوبهم وحملها السلامة للمجتمع الإنساني أجمع ، تلكم الزيارة للمصابين بحادث التفجير الأخير … ومن أراد أن يقرأ أثر هذه الزيارة في نفس الزائر والمزور فليقرأ مقال الدكتور / عبدالوهاب الطريري في موقع الإسلام اليوم بعوان ( قراءة في وجوه المصابين ) وهي مقالة نفيسة في أسلوبها وفي مضمونها …
إلا أن كاتبنا أخذ يبحث عن النوايا ويندس في الدم الأحمر ليكتشف ما خفي عن العيون والآذان وكأنما هو كاهن من قبيلة بدائية تقطن أدغال أفريقيا !! يقول : ((هؤلاء البعض ربما أرادوا أن يقولوا لنا: سامحونا. لم نكن نعرف أن آراءنا وتوجيهاتنا كانت ستقود متّبعينا إلى هذه المجزرة.
)) وسبحان الله العظيم كيف تتهيأ بعض الأنفس لتكون عالمة باحثة عن الحق ، وتتهيأ أخرى لتكون جاهلة متخرصة باحثة عن الظلام حيث حل ، عندما يصدر مثل هذا الفعل الكريم من هؤلاء المشايخ والدعاة والفضلاء لا يكون له تفسير في العيون الحاقدة إلا الخطأ وتبرير الخطأ ..!! ومن يرضى بمثل هذا الكلام المريض المنفعل المشحون بكل الظنون السيئة …!!إن بحثا صغير في حياة هؤلاء المشايخ وفي محاضراتهم السابقة يدلنا على أنهم لم يخطئوا سابقا حتى ننسب لهم محاولة الاعتذار لاحقا !! وإذا كان من خطأ حقيقي فهو إلى الدولة أقرب لأنها هي من أذن لهم وشجع ودعم للخروج إلى أفغانستان ..والأمر أكبر من ذلك لو أردنا أن نتتبع التفاصيل والدقائق …!! وأما المراجعات والمناصحات فهي واجب في أعناق العلماء لا بد من إظهارها وإشهارها عندما يتطلب الأمر ذلك … وكم كان مشايخنا خاصة من قام بالزيارة عقلاء حكماء في معالجتهم النفسيات المشحونة وتهذيبها … ولولا تلك الحكمة والموعظة الحسنة بعد تقدير الله لكانت المواجهات أبكر وأخطر .. وهاهم اليوم يقفون صفا واحدا في مواجهة الحدث كائنا من كان فاعله لأن هذا الأمر يهدد كيان الأمة ويقوض دعائمها … فما نطقوا قبلا إلا غيرة وما سكتوا إلا حكمة وما تكلموا لا حقا إلا نصيحة ..!!
يقول الكاتب متحولا من الكهانة إلى البابوية وتقرير الأخطاء والمسامحة عليها والتوجيه إلى الطريق السليم !!(( سنسامحكم، لأن ديننا المتسامح، أمرنا بالتسامح. لكنكم مطالبون بموقف أكثر من مجرد الزيارة المرتّبة إعلامياً. نريد أصواتكم التي كانت تجلجل سلباً، أن تجلجل اليوم أكثر بالإيجاب. نريدكم أن تعترفوا بأن اجتهاداتكم بتثوير الشباب، ضد المجتمع المدني، كانت اجتهادات خاطئة.
)) وكأن المشايخ اليوم في غفلة عما يجري وكأنهم قد رضوا بالأمر واستناموا إليه مع أن محاضراتهم وكلماتهم ومقالاتهم تضج بها سماء المملكة ولكنهم والحق يقال محاسبون أشد المحاسبة لأنهم لم يبلغوا حضرة الكاتب المحترم بما قالوا ولم يرسلوا له نسخا من محاضراتهم ولا من مقالاتهم !! فهم الواقعون في دائرة السوء وخبث التصرف !!
أحيانا يربأ الإنسان أن يدخل في حوار لا حدود له ولا منطلقات وإنما هو كلام في كلام أينما قلبته لا يأتي بخير ولا يثير إلا شرا ولكن تضطرك الحقيقة إلى تجلية العمى وكشف الحجاب لعل عاقلا يتعظ فيعرف طريقه بعد أن أبعد به المسير !!
ثم يقول مستدلا بقول رجل غير معروف بالعلم ولا بالعقل وغير مقدر لمصالح الأمة ويظن أن التهجم على المشايخ وأهل الخير ممن لا يرى منهجه هو السبيل الأوحد لكشف غمة الأمة ولم يدر هذا الأحمق المتعالم أن هذا مما يزيد الأمة افتراقا ويوسع الشقة بين العافية والجسد الطليح !! ولكنها شهوات النفس وحظوظ الهوى المركس : ((في برنامج “مع الأحداث” للزميل الدكتور محمد العوين، قال الشيخ محمد الفيفي: إن البلاد مليئة بكتب مثل كتاب سيد قطب “لماذا أعدموني؟”، والذي يأمر فيه كاتبه بتفجير الكباري والطرق والمناطق الحيوية، وأن مسابقات المراكز الصيفية، والتي تخصص لها جوائز خيرية كبيرة، تخصص أكثر ما تخصص لهذا الكتاب بالتحديد ))
وهنا أخطاء بالجملة وفضيحة تحتاج إلى بيان وسذاجة يضحك منها : أولا كتاب ( لماذا أعدموني ) ليس لسيد قطب وإنما هو لعادل حمودة يتحدث فيه عن سيد وما جرى له ويذكر فيه بعض أفكاره وكلامه !!
وثانيا : سيد وإن كان في فكره حدة وقوة إلا أنه لم يذكر في كتاب من كتبه قضية تفجير الكباري والطرق ولم يتبن هذا المسلك في حياته أبدا !! وأنا لست مدافعا عن سيد قطب لأن الله يدافع عن الذين آمنوا وإنما أحاول أن أقول كلمة في السياق لا غير وكما يطالب هؤلاء باإلغاء كتب سيد قطب من الوجود الإنساني فإن آخرين من الوجه الآخر للعملة الفاسدة يطالبون بإلغاء كتب شيخ الإسلام ابن تيمية ومحمد بن عبدالوهاب من الوجود السعودي أولا ثم الإنساني ثانيا !! تشابهت قلوبهم فما أهونهم على المؤمنين !!
ويختم مقاله غير الكريم بقوله ((أين الإدارة العامة للمطبوعات من مثل هذه الكتب؟!! أين الرقابة على نشاطات هذه المراكز الصيفية، وعلى المحاضرات العامة، التي تُعقد في وضح النهار، ضد أمننا وضد حياتنا؟))
سبحان الله : أين حرية الفكر والأقلام التي تطالبون بها وما في صحفنا يدعو إلى الثورة والبطش والصلف وعدم التسامح !! ؟ كيف تتسامح الأمة مع من ينتهك دينها وعاداتها ويطالب بما لا يتوافق مع العقل السليم !! لا نكن مجافين في تناولنا للأمور فإما أن نطالب بتدمير الشقين وتسليط عصا الرقابة على الجميع وإما أن نفتح الفضاء على مصراعيه وليغلب الأقوى نفوذا والأصدق كلاما ، فإن من حكمة الله في الحياة أن الأصدق هو الأقوى تأثيرا في حياة الناس وأفكارهم ونفوسهم !! وحق لي أن أقول بعد هذا البيان هل كان المقال عبارة عن ( أخطاء بالجملة ) أم ( خبال بالجملة ) ؟!
أخيرا :
يقول ابن الأثير (( فقاتل الله القلم الذي يمشي في أيدي الجهال الأغمار ولا يعلم أنه كجواد يمشي تحت حمار ولو أنه لا يتطاول إليه لبان الفاضل من الناقص على أنه كالرمح الذي إذا اعتقله حامله بين الصفين بان به المقدم من الناكص وقد أصبح اليوم في يد قوم هم أحوج من صبيان المكاتب إلى التعليم وقد قيل : إن الجهل بالجهل داء لا ينتهي وإليه سقم السقيم وهؤلاء لا ذنب لهم لأنهم لو لم يستخدموا في الدول ويستكتبوا وإلا ما ظهرت جهالتهم وفي أمثال العوام : لا تعر الأحمق شيئا فيظنه له وكذلك يجري الأمر مع هؤلاء ، فإنهم استكتبوا في الدول فظنوا أن الكتابة قد صارت لهم بأمر حق واجب )) المثل السائر : 1 / 339
______________________________________________________
رحم الله الفرزدق حيث يقول :
قوارص تأتيني وتحتقرونها // وقد يملأ القطر الإناء فيفعمُ
الغيم الأشقر
Archived By: Crazy SEO .
تعليقات
إرسال تعليق