شبابٌ لا يجرح البسمات !!

” الساخر كوم ”

ولقد بكيتُ على الشبابِ ولم أزل /// أبكي عليه بدمـعة لا تنضـبُ
من وحيه شعري ومن فردوسـه /// عطري ومن ينبوعه ما أشربُ
صاحبته لا بسمتي مجروحــة /// ولهى ولا قلبي شكـيٌّ متعـبٌ

_________________________________________________________ !

أكتب هذه الكلمات في صباح يوم رائق ، كل مافيه يبعث السرور والفرح ، ويزيل عن القلب وعثاء السهر والمطالعة ، وأنداؤه تنضح عن وجهي جهامة الأمس لتهيأه لبشاشة اليوم ، وأطياره الباحثة عن أرزاقها في أكمام الغيب تزف إلى نفسي هدية اليوم نغما شرودا معجزا …
ما أجمل الصباح الباسم على القلوب الخضراء الندية ، وما أسعد من يركض في مهبطه ليلتقي وإياه على سفح جبل أو مرقى تلة ، يناغيه ويناجيه ، فيخلص من غبار آدميته الأزرق ، وينجو من وهق المطالب المتراكمة على أوتار القلب تعذبه كلما هم بالراحة أو تلمح سبيلها …
استقبال الصباح بهذه النفس المطمئنة الراضية يمد في عمرها ، ويطيل أجلها ويكسبها المعرفة المنشطة للذهن والروح ، وقد كان أباؤنا وأجدادنا أعرف بهذه الحقيقة وأقدر على التعامل معها ، وكم من الأعمال قضيت ، وكم من الأرزاق حصلت ، وكم من المعارف اكتسبت ، في تلك الأوقات ..
يشتكي الكثير من الناس اليوم من قلة الوقت ، ومن كثرة الأعمال المتأبية على الإنجاز في وقتها المحدد ، والسبب في ذلك راجع إلى ترك هذا الوقت المندى يندثر في سحابة النوم الثقيلة ، ويضيع في متاهات الأحلام ..!
لو قيل للناس هناك علاج : يطيل عمر الإنسان وقد أثبتت التجارب فاعليته ، وأيد الأطباء مفعوله ، لتسابقوا على الظفر به ، وبذلوا فيه نفائس ما يملكون ، حتى يوقفوا زحف الزمن فوق جلودهم المتيبسة ، وداخل أجسادهم المتهدمة ، ولكن هيهات لقد قضي الأمر وفرغ العلم من ذلك وأعلن إفلاسه ، وبقيت الأعمار بيد الله حتى تنتهي إلى مواقيتها المقدرة !!
ورغم ذلك نقول لهم ، إن هناك ما يطيل العمر عرضا لا طولا ويكسب القلب الصحة ، ويعيد للدم وثبة الشباب العتي ، ولا يحتاج منك إلا إلى إرادة صارمة ومنهج لا يختلف ، وسترى الأثر المشرق يمتد يوما بعد يوم وشهرا بعد شهر وسنة بعد سنة ، فيصبح يومك الزاهر أعمق أثرا وأطول طولا من سنة كثير من الناس ممن يقتاتون على أحلامهم ..!!
إن أردت ذلك العلاج فعليك بالبكور مرددا قول النبي – صلى الله عليه وسلم – : ( اللهم بارك لأمتي في بكورها ) والبركة عامة تشمل الإنسان وحياته وما تفرع منهما ، دعوة مباركة تسعد الوثاب المجد ، وتأخذ بيده لتوقفه على أسرار الحياة ليعب منها … هذه هي الحياة العريضة التي يعيشها الصالحون – وإن قلت أيامها – في عطاء عجيب كعطاء الإمام النووي وعمره لم يتجاوز السادسة والأربعين ، يوقف الأجيال في حيرة بالغة تهز وجدانهم وترج أعماقهم ،
وتبين عن أسئلتهم ، ليقفوا على الجواب الصحيح ، فيكون عونا لهم في مقبلات الأيام لمن أراد أن يصحح واقعه المريض ..!

الغيم الأشقر

Archived By: Crazy SEO .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة